هل تستحق جامعتنا العناء من أجلها ؟ ..//
كنت أمشي أنا وأحد الأصحاب في بهو الجامعة ..
يرتسم في مخيلتي بهو " عقارية الستين " إذا ولجت له، فهو كحاله إن لم يكن أسوء منه حالاً !
الأرضيات المتسخة من تحتنا، وسقفٌ قد تقشّر طلائه من فوقنا
عن يسارنا كافتيريا شركة الخليج - أجلّكم الله -، ومن خلفها مكانٌ لم أستطع تكوين فكرة عنه هل هو معملٌ قديم أم مستودعٌ كبير بلا باب ولا جدران أم مجرّد معدات تالفة قُدر لها أن تكون هُنا
عن يميننا مساحةٌ كبيرة، بدأت الجامعة في الفترة الأخيرة بإستغلالها لـ معارض بسيطة الهدف والمضمون، لم ترتقي لمعنى العالمية بعد
من أمامنا عددٌ بسيط من الطاولات والكراسي الخشبية، أثّر فيها عاملا الزمن والحركة، فهذا كرسيٌ يسحب لتلك الطاولة لعدم وجود كراسي شاغرة، أو بالأصح لعدم وجود كراسي كافية !
ومن خلفنا كاونتر يبدو أنه للعلاقات العامة الخاصة بالجامعة، المفارقة العجيبة أني لم أرى في يومٍ من الأيام موظفاً فيه !
وجوٌ عام مليئ برائحة التبغ المنبعث من رئات طلّابٍ لا يفصلهم عن عيادة مكافحة التدخين إلا أمتارٌ معدودة !
في الركن القصي آلة صرفٍ آلي متهالكة، يقف أمامها صفٌ طويل من الطلاب بإنتظار دورهم في صرف مكافأةٍ متأخرة، لا يزال يُخصم منها لصندوق الطالب حتى بعد إقرار ميزانية للجامعة بأكثر من 7 مليارات !
كان حديثي مع صاحبي يدور حول أفكارٍ تطويرية لأماكن حيوية في الجامعة من أهمها البهو، خرجنا بأفكارٍ عديدة بسيطة ومؤثرة في آنٍ واحد
من نحن ؟ مجرّد طالبين اثنين طوّروا الجامعة في عقولهم لينصدموا بواقعها !
سألت صاحبي، هل تستحق جامعتنا العناء من أجلها ؟
ها نحن نُقدم أفكار بسيطة لـ قلب الجامعة، هل تعتقد أنهم غافلين عنه أو يتجاهلونه أو لم يملكوا عقلاً ليفكر ؟!
ما الذي سنحصل عليه إن اعتمدت أفكارنا ؟ هل سنتوّج بتنفيذها أو تقتل في أدراج مكاتبهم ؟، أو لتشكّل على هيئة منفضة سجائر في أحد مكاتب عمادة شؤون الطلاب ؟
أعوّل كثيراً على د. عبدالله لكن لا أثق فيمن تحته، فهم لا زالوا يعانون من البيروقراطية وتكميم الأفواه وقلب الحقائق ويعملون بسياسة ذرّ الرماد في العيون !
بإختصار،
هُم لا يريدون أحداً أن يتحدث أو يفكّر " وشكلهم عاجبهم الوضع "
بعد هذا ..
هل تستحق جامعتنا العناء من أجلها ؟
- تنويه -
لا أريد النظر إلى نصف الكأس المملوء، بل أريد ملء النصف الآخر !
أ.هـ.
- همسة -
تدخل جامعتنا إلى تصنيف " شنغهاي " وإسعاف مستشفاها لا يستطيع دخول البهو لإنقاذ روح إلا بعد أخذ إذن وألف نداء
مرحباً بشنغهاي وتباً للإنسانية !